عجيب أنت يا مجتمعى

عجيب أنت يا مجتمعى

لا أقصد كل من يحيا به
ولكنى أقصد البعض
اكتشفت وبعد مرور العمر
وبعد قراءة حوالى 100 كتاب
أن أغلبنا لا يعرف فن الحوار

مثال

صديقان يجلسان على قهوة بلدى يبدأ بينهم النقاش حول موضوع وليكن مثلا:أزمة ارتفاع سعر رغيف العيش

الأول : انت عارف العيش سعره غلى ليه؟

الثانى : يا سلام أكيد طبعا ……يعنى انت هتعرف أكتر منى

الأول وقد بدت ملامح الضيق على وجهه : انت ايه أصلا عشان تعرف أحسن منى ؟؟؟؟
الحق عليا كنت عايز أنورك لكن انت كده هتفضل طول عمرك جاهل وغبى

الثانى : أنا غبى وكمان جاهل …..ده انت اللى متخلف وكمان متعصب

الأول : أنا متعصب؟؟؟

الثانى : أيوه طبعا وعنيد كمان

الأول : وكمان عنيد؟؟

الثانى : ايوه وكمان عنيد

الأول : أنا الحق عليا إنى قاعد مع واحد زيك غبى ومتخلف ومخك ده جزمة قديمة كمان

الثانى : أنا مخى جزمة قديمة؟؟؟

الأول : ايوه وحمار كمان

وتقوم العاركة الشهيرة ويتدخل أولاد الحلال لتصفية الخلاف
ويذهب كل منهم إلى بيته دون أن نعرف ما هى أسباب ارتفاع سعر رغيف العيش؟؟؟

لو أن أحد وصف لى هذه الصورة فى مجتمعات الماو ماو أو فى بلاد لم تعرف الحضارة لما تعجبت

ولكن أن نراها فى مجتمعاتنا المسلمة التى علمها دينها الحنيف أدب الحوار والمناقشة والتواضع للعلم والسعى الأصيل نحو معرفة الحق بصرف النظر عن قائله
فلى الحق أن أتعجب وبل وأن أبكى

فنحن الآن ” بعضنا لا كلنا ” يريد أن ينتصر لفكرته بصرف النظر عن ما هيتها حتى لو أقنعه الطرف الآخر بخطئها وأقنعه بفكرة أقوى منها ، المهم ألا يظهر مخطئا ، رغم أن الخطأ طبيعة بشرية متعارف عليها ، المهم ان نتعلم ونصلح قدر الإمكان

المشكلة صارت أن البعض لا يريد الوصول للحقيقة ولكن يريد أن يكون هو من يقولها حتى وإن لم تكن تلك هى الحقيقة

أين التواضع للعلم ؟؟؟، وأين أدب الحوار والنقاش؟؟؟؟ ،وأين المودة التى لا تفسدها الاختلاف فى الآراء طالما أن الأمر يسمح؟؟؟

لا أدرى

أشار الكاتب ” عبد الوهاب مطاوع ” فى كتابه يوميات طالب بعثة الى جزء من كتاب الدكتور زكى نجيب محمود “تجديد الفكر العربى” يقول

“الفكرة عندنا ممزوجة بشخص صاحبها وكرامته ، ارفضها ترفضه معها ، واقبلها تقبله معها،
أما أن تنزع الفكرة عن شخص صاحبها لتوضع على أرض البحث _إذ البحث لا يفرش له بساط عتدنا إلا فى عالم الأمثال السائرة _فيدور عليها النقاش إيجابا وسلبا و تصحيحا وتكميلا ،دون أن يكون فى كل ذلك ما يمس صاحب الفكرة فى شخصه ولا فى كرامته ، حاكما كان صاحبها أو محكوما، فإذا عرفنا أن هذه الموضوعية شرطا لأية خطوة يخطوها السائر نحو حياة العلم فلك أن تستنتج من ذلك ما ترى”

أما أنا فلا أظن أن هذا صعبا علينا نحن أمة الإسلام ، التى يجب أن تكون أكثر الأمم تواضعا للحق والعلم

وليتنا نعود مرة اخرى لمائدة الحوار
تلك التى لو تذكروها كانت مائدة ذات أربع أرجل يجلس عليها المتحاورون للوصول لحل أو مناقشة قضية

أدعو الله مخلصة أن يأتى مثل هذا اليوم
اللهم آمين

ملحوظة :ليس الكل هكذا ولكن البعض

شكرا لكى
جزاى الله خيرا